صورتي
أحرُف .. أهمسُ بها لنفسي, أكتبها بمداد قلبي, أجدُ فيها راحتي ..

الأربعاء، 29 أغسطس 2012

هذا الإستغفار, فماذا ننتظر؟


من الحماقة, أن تبحث عن السلامة المطلقة من الذنوب, ولكن من الذكاء أن تستغفر وتتوب إلى الله قبل وعند وبعد كل ذنب تقترفه, فمن منا لا يذنب, ومن منا بإستطاعته اللجوء من تلك العثرات, فلو أراد الله هلاكنا؛ لعذبنا بذنوبنا حين إقترافنا لها, ولكن برحمته يمهلنا ويمهلنا حتى نستغفر, إنما نحن في إبتلاء مستمر لا ينقطع, وكل ما علينا فعله هو أن نجاهد أنفسنا, ونحصّنها عن كل مكروه, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من عبد مؤمن إلا و له ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خُلق مفتناً تواباً نسَّاء، إذا ذكر ذكر", وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: "لو لم تذنبون لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم".

 

أستغفروا, فلنا ربُّ كريم ليس لكرمه مثيل, فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن صاحب الشمال –أي المَلَك على يسار العبد- ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطيء, فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها؛ وإلا كُتبت واحدة", فبادر حين إقترافك للذنب بالإستغفار, ولا تتباطيء, ولا تدع لوسوسة الشيطان بأن تُؤثر عليك, بل استغفر واستغفر ولا تقنط من رحمة وكرم الله, ومثال رحمة وكرم ربنا, ما رواه صلى الله عليه عن الله تبارك وتعالى أنه قال: "إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة".

 

سبحانك يارب, أحسنت لنا كل الإحسان, وأرضيتنا كل الرضى, وألهمتنا كل ما فيه خير وصلاح لنا, فقد قلت في كتابك الكريم: "مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ", للجنة فلنعمل, ونجتهد, وفي الجنة نطمع فهي غالية إلا لمن يستحقها, فلنكثر من الإستغفار علّنا أن نكون ممن يستحق دخولها.

 

يارب كرمك علينا فوق الوصف, ورحمتك بنا قد وسعة كل شيء, ما أكرمك يارب تُعجِّل في إحتساب الحسنة, وتُمهِّل في إحتساب السيئة, تُمهلنا لكي نستغفر وتتبدل السيئة إلى حسنة, تضاعف لنا الحسنات وتُبقي السيئة كما هيَ, ما أرحمك يارب فلو حاسبتنا بذنوبنا لهلكنا, وإنما برحمتك تعطينا ولا تحرمنا, اللهم يارب لا تعاملنا بما نحن أهلٌ له, وعاملنا بما أنتَ أهلٌ له.

 

يابن آدم لا تأمن مكر الله, ولا تتمادى في التسويف بل أعزم وأعقد النية الآن, فقد قال تعالى: " أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ", فهل يَسرُّك أن تكون من الخاسرين؟, وأحذر من إطالة الأمل, فقد قال الحسن البصري: "ما أطال عبدٌ الأمل إلا أساء العمل", وراجع نفسك في كل يوم وليلة قبل فوات الأوان, فالله يتقرب إليك, وأنت في هروب مستمر, يريد لك الخير وتصعد له بالشر, غنيٌ عنك ويعاملك هكذا, يتكرّم لك وشكرك قليل, ويتفضّل عليك وكفرك كثير, تعرفه عند الحاجة وتنساه عند الراحة, رحمته سبقت غضبه, وكرمه غُرس في كل حي وجماد, وحكتمه قبل كل شيء تسيرنا لما فيه خير لنا.

 

وأقرأ بتمعّن هذه البشارة الإلهية, قال فيها عز وجل: "وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" ,وقال: "وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِد ِاللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً", ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إذا ألهمك ربك الإستغفار فأعلم أنه يريد أن يغفر لك", فكل ما عليكم فعله الآن, هو الإستغفار ثم الإستغفار ثم الإستغفار, فهذا كرم ربنا ورحمته بنا, فما ننتظر؟

الأربعاء، 1 أغسطس 2012

رمضان مدرسة ..~


رمضان مدرسة لإصلاح الأخلاق ..

جائنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأعظم دين, ينشر المحبة وحسن الخُلق,مع الفقير قبل الغني, مع الصغير قبل الكبير, مع الأنثى قبل الذكر, فلا كرامة من غير خُلق الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم, ومن ابتغى غير ذلك ضاع وهلك, قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) وفي رواية: ((صالح الأخلاق)).

وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُق حَسَنٍ, وإن الله ليبغض الفاحش البذيء)).

وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن المؤمن ليدركُ بحُسن خُلُقه درجة الصائم القائم)).

 

ولكن !! ما نراه في أيام رمضان من تصرفات, تُشعرك بأنك في غير رمضان, على أتفه الأسباب ترتفع الأصوات, وكأن الصوم هو السبب, يوهم الشخص نفسه بأن الجوع لا يأتي معه الكلام الهاديء والحَسَن, تحدثه, فيرفع صوته قائلاً: أنا صائم. أخي !! الصيام ليس فقط بقولك: أنا صائم, الصيام هو أن تصوم بأفعالك وكلامك عن كل خُلق مشين, سواءً كان في نهار رمضان أو ليله, بل حتى في غير رمضان, فما نتعلمه من مدرسة رمضان, لابد لنا بأن نطبقه في غيره, فليس بإنتهاء رمضان ينتهي ما كنا نعمله من خيرٍ فيه.

 

ماذا ستخسر إن كانت الكلمة الحسنة عادة على لسانك؟ مع أختك, وأخيك, أمك, وأبيك, مع العامل, مع السواق, مع الكل, لن تخسر شيء بل ستكتسب الكثير من الحسنات والكثير من حب الناس لك, فقد قال الله تعالى مخاطباً نبيَه: ((وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)) "آل عمران:159". وورد في تفسير هذه الآية: ولو كنت –أيها النبي الكريم- فظاً في قولك, غليظ المعاملة لتفرّق عنك أصحابك, ولأبتعدوا عن نصرتك.

الخطاب جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وكان خلقه القرآن, فكيف بنا.؟

 

ماذا ستخسر إن رسمت الإبتسامة على شفاتك؟ إبتسم في كل أحوالك, عن السرور إبتسم, عند الغضب إبتسم, عند الجوع إبتسم, عند الشبع إبتسم, بل حاول حتى أن ترسم الإبتسامه على شفاه كل من تقابل, لن تخسر شيء بل ستكسب الكثير من الأجر, فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((تبسُّمك في وجه أخيك صدقة)).

 

أخي .. انظر في أخلاق قدوتك الرسول صلى الله عليه وسلم, وجاهد نفسك لتطبيقها ولو بالشيء اليسير من أخلاقه, فجزائك من الله كبير, والجنة تنتظر وتُزين لك, أفلا تستحق الجنة منا أن نسعى لها.؟

أصلحوا أخلاقكم, فإن لم تصلحوها في شهر رمضان, فمتى؟

 

وأختم كلامي بـقول الشاعر:


الصوم جُنَّةُ صائمٍ من مأثم ** ينهي عن الفحشاء والأوشابِ

الصوم تصفيد الغرائز جملةً ** وتحرُّرٌ من ربقةٍ برقابِ

ما صام من لم يرع حق مجاورٍ ** لأخيه أو لقرابةٍ وصحابِ

ما صام من أفنى النهار بغيبةٍ ** أو قال شراَّ أو سعى لخرابِ

ما صام من أدَّى شهادة كاذبٍ ** وأخلَّ بالأخلاق والآدابِ

تذكرة ..~


*تذكرة في شهر الصيام ..
أصدقاء كُثر, يصومون عن الطعام, ويُفطرون بالكلام, تجد الواحد منهم يسب ويلعن ويغتاب ويمشي بالنميمة ... إلخ, وعندما تأتي لنصيحته بالكف عن هذا العمل, يقول لك: ما هذا إلا كلام, والكلام ليس بطعام !!
وكأنه لم يسمع ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ((رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع, ورُبَّ قائم ليس له من قيامه إلا السهر)).
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: ((إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً, فلا يَرْفُث ولا يَجْهَل, فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله, فليقل: إني صائم, إني صائم)).
وقال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((ليس الصيام من الطعام والشراب وحده, ولكنه من الكذب والباطل, واللغو والحلف)).
وقال جابر بن عبدالله رضي الله عنه: ((إذا صمتَ, فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم, ودع عنك أذى الخادم, وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك, ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء)).
 
"لا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء"
 
*أخي الحبيب ..
الصوم لابد بأن يشمل جميع أعضاء جسدك, فمك: بالسكوت عن الكلام الفاسد, قدمك: بالإبتعاد عن مصائد الشيطان, يدك: بالعدول عن البطش الحرم, بطنك: بالجوع والذي به قد يلين قلبك لتتذكر الفقراء الذين لا يجدون ما يسدوا به رمقهم, يتساوون في جوعهم أيام فطرهم وأيام صيامهم, عينك: بحفظها من النظر في الحرام, أذنك: بصرفها عما فيه شر لها.
امسِكوا عن المحرمات ما استطعتم فهذا شهر رمضان شهر الخير, استغلوه بالطاعات والقربات, فالندامة كل الندامة لمن أدركه رمضان ولم يستغله.
 
ويكفيكم .. حديث أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: الصوم لي, وأنا أَجْزِي به)).
 
اللهم أغفرلنا, وييسر لنا صيام وقيام شهر رمضان.

الاثنين، 16 يوليو 2012

في نعمة لا يشعر بها ..



 
هم إخواننا ومن أبناء جلدتنا, إبتلاهم الله بنقص, وهذا شيء من إختصاصة - سبحانه وتعالى - لا دخل لنا فيه, هي حكمة إلهيه لا علم لنا بها, ولكن قد يأخذ الله منهم شيء فيعوضهم بشيء أعظم مما أُخذ منهم, قد تجد منهم الناجحون والفعّالون في هذا المجتمع- وهذا إن وجدوا من يعينهم على ذلك - ومع أنهم بهذا النقص إلا أن منهم الكثير لديه بصمة في عالمه.
 
في يوم من من الأيام في صلاة المغرب صلَّى بجانبي رجل مع ولده الذي قد إبتلاه الله في عقله بنقصه وفي جسده بضعفه، وبعد إنتهائي من الصلاة نظرةُ لهذا الولد بنظرة مع شيء من الإبتسامة, وقلت في نفسي: كم أنت في نعمةٍ لا تشعر بها، قد إرتحت من التفكير, وسلِمت من القلق, وأبتعدت عما يضرك ديناً وخُلقاً.
 
ولكن للأسف هناك من ينظر لهذه الطائفة بعين النقص والإحتقار, فقد كان الأولى بهم بدلاً من احتقارهم لهذه الطائفة أن يحتقروا عيشهم فوالله لو أنهم عرفوا ما لهؤلاء من نِعم لما أنتقصوهم, فالمبتلى بعقله صحيح بأنه قد خسر الدنيا, وأصبح عالة على غيره, ولكن! ما حاجته بهذه الدنيا وقد كسب الآخرة, وما حاجته بهذه الدنيا وقد أرتاح من تراكم الذنوب على ظهره, قد ضمنوا الجنه ونحن ما زلنا لا ندري ألها داخلون أم لغيرنا أعاذنا الله.
 
وأنت يا أيها المتعافي والسالم, الذي قد أمتن الله عليك بالصحة, فلا تنسى بأن لديك ملكان يحسبان, وليسوا بغافلين عما تعمل, إن خير فخير وإن شر فشر, ولا تنسى بأنه ينتظرك يوم يشيب فيه الولدان, ألا يجدر بك أيها المتعافي السالم أن تنظر فيما قدمت لنفسك, خيراً لك من أن تحتقر هذه الطائفة.
 
ولكن من يقرأ كلام هيلين كيلر وهي التي بعد بلوغها تسعة عشر شهراً من ولادتها أصيبت بفقدان السمع والبصر, قالت: هناك من يسمع ولا ينصت, ينظر ولا يرى, يشعر ولا يحس, وعلمت أن العمى هو عمى القلب وليس البصر, وأصدق من كلامها كلام الله عز وجل حين قال: (فّإنَّهّا لا تّعًمّى الأّبًصّارٍ ولّكٌن تّعًمّى القٍلٍوبٍ التٌي فٌي الصَدٍورٌ)الحج:46. فالإعاقة الحقّة هي إعاقة القلب وإبتعاده عن الله وليست الإعاقة التي يبتلي بها الله بعض البشر في أجسادهم, فيا ليتكم تعرفون.
 
عش بلا حدود, وأقهر إعاقتك, فمهما أُبتليت فتأكد بأنك أفضل وأحسن من غيرك.

الأحد، 15 يوليو 2012

ومضات ..





الومضة الأولى: أستغفروا الله ..

يأمرنا الله عز وجل بالإستغفار في غير ما موضع من القرآن .. منها:

قوله تعالى: ((وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ))

وقوله: ((وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً))

وقوله: ((وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً))

ويروي رسولنا صلى الله عليه وسلم عن الله سبحانه وتعالى حيث قال: ((يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم أستغفرتني غفرت لك))

ويقول صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لو لم تُذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يُذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم))

ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((إذا ألهمك ربك الإستغفار فأعلم أنه يريد أن يغفر لك))

هذا كرم ربنا ورحمته .. فماذا تنتظرون .؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الومضة الثانية: حاسب نفسك ..

آدم عليه السلام أُخرج من الجنة بسبب "ذنب واحد"

وإبليس حقَّت عليه لعنة الله بسبب "ذنب واحد"

وأنت يأبن آدم .. ألم ترهقك كثرت ذنوبك..؟

ألا تخاف من أن تكون من الخاسرين يوم القيامة..؟

يأبن آدم .. حاسب نفسك قبل أن تحاسب..!

فرب سيئة توجب لصاحبها النار

ورب حسنة توجب لصاحبها الجنة

قال أحمد بن حرب: "من يعرف أن الجنة تُزيّن فوقه, والنار تُسعّر تحته, كيف ينام بينهما..؟"

وقال يحيى بن معاذ: "مسكين ابن آدم.. لو خاف النار كما يخاف الفقر, دخل الجنة"

والله أننا في غفلة.. وجب علينا الصحو منها قبل فوات الأوان..

اللهم إني أسألك المغفرة والرضا لي ولجميع المسلمين..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الومضة الثالثة: احذر أن تُستدرج ..

يقول صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيت الله -عز وجل- يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب, فإنما هو استدراج)) .. ثم تلا قوله تعالى: ((فلما نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون)) "الأنعام: 44"

وقال بعض السلف: إذا رأيت الله يتابع عليك نعمة وأنت مقيم على معاصيه فأحذره؛ فإنما هو استدراج منه يستدرجك به..

فاحذر بارك الله فيك ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الومضة الرابعة: إلا المجاهرون ..

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرون, وإن من الإجهار: أن يستر الله العبد ثم يصبح فيفضح نفسه ويقول: يا فلان عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا, فهتك نفسه, وقد بات يستره الله))

وفي هذا الزمن الكثير من هذا الصنف, يعصي الله في الستر فيأتيك ويخبرك بما فعل, بل وتجده يتكلم بالمعصية التي أرتكبها أمام الجمع الكبير وكأنه يفتخر بما فعله, إلهذه الدرجة بلغ ببعض الناس عدم الخوف من الله.

اللهم عافنا يارب مما إبتليت به غيرنا..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الومضة الخامسة: الكلام فيما لا يعني ..

يقول صلى الله عليه وسلم: ((إذا أصبح العبد فإن الأعضاء كلها تكفّر اللسان, تقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك, فإذا أستقمت أستقمنا, وإن اعوججت اعوججنا))..

فاتقوا الله في أنفسكم ودعوا عنكم الحديث فيما لا يعنيكم..

فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه))..

أحياناً.. يتكلم أحدنا فيما لا يعنيه فيتخبط في الكلام بداعي المزاح, ورُب مزحة توردك الهلاك فحصنوا أنفسكم وحافظوا على ألسنتكم وفكروا فيما تريدون قوله قبل أن تقولوه..

فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات, وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في نار جهنم))..

ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) ..

عوِّدوا ألسنتكم على الخير تجدونه في ميزان حسناتكم أضعاف أضعافه..

اللهم أغفر لي ولوالديَّ ولجميع المسلمين وأجعل تذكيري هذا كصدقة جارية لا أسأل فيها غير رضاك يا أرحم الراحمين ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الومضة السادسة: داء نقل الكلام ..

الكثير من الأصدقاء قد ابتلوا بداء نقل الكلام, سواءً كان حقاً أو كذباً, فياليتهم ينتهوا عن هذا العمل, صحيح أنه لا يوجد أحد كامل ومعصوم من الأخطاء, ولكن لابد للشخص بأن يحاول ويجاهد نفسه ويسعى للتحسين من معايبه, بالإبتعاد عن هذا الخلق المشين ألا وهو نقل الكلام.

وخير برهان على كلامي..

ما رُوي عن عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله -, أنه دخل عليه رجلٌ, فذكر له عن رجل شيئاً, فقال له عمر: إن شئتَ نظرنا في أمرك: فإن كنتَ كاذباً, فأنت من أهل هذه الآية: ((إن جآءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبينوا))"الحجرات 6", وإن كنت صادقاً, فأنت من أهل هذه الآية: ((همَّازٍ مَّشآءٍ بنميم))"القلم 11", وإن شئت عفونا عنك؟ فقال العفو يا أمير المؤمنين, لا أعود إليه أبداً.

فياليتكم تفهمون, أعاذنا الله مما فيه شر لنا, ورزقنا كل ما فيه خيرٌ لنا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الومضة السابعة: مذلّة العرب ..

آآآهٍـ من مذلّةٍ حلّت بالعرب..

هُتكت الأعراض, وأُهين الضعيف, وظُلم الصغير والكبير, ضُربوا وقُتِّلوا..

ونحن لا قوة لنا إلا بالمشاهدة والدعاء..
بالسابق.. بسبب كلمة وامعتصماه فُتحت مدن..
واليوم.............؟؟؟

 

رُب وامعتصماه انطلقتْ ** ملءُ أفواه الصبايا اليُتَمِ
لامست أسماعهم لكنَّها ** لم تلامس نخوة المعتصمِ

اللهم كن في عون أهلنا في سوريا..
اللهم أنصرهم على بشار النُصَيْري وأعوانه..
اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك.. إنك قوي قادرٌ عليهم..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الومضة الثامنة: دعوة لتصفية القلوب ..

كلنا بشر نخطي ونصيب..

قال الشاعر : تريد مهذباً لا عيب فيه ** فهل عودٌ يفوح بلا دخان

وقال آخر : ولا تأخذ بزلة كل قوم ** فتبقى في الزمان بلا رفيق

فلن تجد شخصاً كاملاً -والكمال لله عز وجل – لذا أرِح نفسك وكل ما عليك هو الإعتياد على جميع أطباع صديقك الحسنة والسيئة منها, فإن كنت تريد شخصاً كامل الأوصاف فأنت تبحث على مجهول مستحيل.

وما أحلى من أن تعيش كالطفل لا تحمل حقداً, ولا تشتكي من أحداً, ويكفيك إبتسامة هؤلاء الأطفال بما فيها من براءة وصدق.

دعوة إلى التسامح وتصفية القلوب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الومضة التاسعة: الحب في جلاله عز وجل ..

فقط !! هي معلومة لمن عوَّد نفسه على إدمان الحب المنتشر في هذا الزمان بين الذكور, والكل يعلم ما أقصد, الحب الذي أختل واضطرب وأصبح خالياً من مصداقية الحب, الحب الذي من شأنه يُؤخر الرجل زواجه من أجل ذاك الذي يحبه, الحب الذي يجعل تصرافات هؤلاء المتحابين وكأنك ترى زوج وزوجته, واللبيب بالإشارة يفهم.

أقول ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه قال: "المتحابون في جلالي لهم منابر من نور, يغبطهم النبيون والشهداء".

تخيلوا هذا الوضع وأنتم جالسين على تلك المنابر والأنبياء والشهداء يغبطونكم في نفس اللحظة.

إنه الحب الصادق الطاهر, الذي ساد في زمن السلف الصالح, وحُرِّف في زمننا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الومضة العاشرة: نحن أمة إقرأ ..

لو لم يكن في الكتاب عظمة.. لما أنزل الله عز وجل القرآن في كتاب..
ولو لم تكن في القراءة رفعة.. لما أمر الله عز وجل رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالقراءة في سورة العلق بقوله سبحانه وتعالى "
إقرأ"..

قال الجاحظ يبين أهمية الكتاب: نعم الجليس والعُدَّة, ونعم الأنيس لساعة الوحدة, ونعم المعرفة ببلاد الغربة, ونعم القرين والدخيل, ونعم الوزير والنزيل.
نحن أمة إقرأ .. أولى بالقراءة من غيرنا..

أنظروا لما وصل له الغرب تعرفون قيمة القراءة..