صورتي
أحرُف .. أهمسُ بها لنفسي, أكتبها بمداد قلبي, أجدُ فيها راحتي ..

السبت، 26 يناير 2013

رسالة إلى أشباه الرجال ..!!


 

 
هُناك طائفة دائماً ما أسميها بأشباه الرجال, حتى أن مسمى أشباه الرجال كبيرٌ عليهم, ولكن أصبحوا محسوبين علينا بأنهم من صنف الرجال, فهموا مصطلح الرجولة أو القوامة بمفهومٍ ليس بالصحة بمكان, عندما قال تعالى في كتابه الكريم (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)"النساء:34", لم يكن مقصود هذه القوة أو القوامة بأن تُظهرها على النساء, سواءً كانت أمك أو أختك أو زوجتك أو حتى أي أنثى, إنما كان سبب تفضيل الرجل بالقوة والصلابة ليتحمل بها أعباء الحياة, وحتى يكون كفؤاً للقيام بحقوق أهله, كأن يكون حامياً لهم من كل شائبة.
 
حَاول أيها الرجل أن تبدأ بالرفق واللين معهم فأنت قبل كل شيء محل إعتزاز وفخر بالنسبة لهم, أجعل لكلماتك حلاوة, ولهمساتك رُقي, كن لهم ولا تكن عليهم, الكثير منا يستحي أن يقول كلاماً جميلاً لأخته على سبيل المثال, كأن يمتدحها بذاك الثوب الذي قد أشترته, أو ذاك الأكل الذي قد طبخته, ضع في حسبانك بأن الأنثى مخلوقة عاطفية, إن لم تُشبعها أنت – وأقصد بأنت: أخوها أو أبوها أو زوجها – فمن سيُشبعها, وذلك ليس مخالفاً لمعنى الرجولة, ماذا سينقصك إن رأيت أختك قد تجملّت لذهاب مناسبةٍ ما, أن تقول لها كلمات جميلة تُفرحها وتزيدها ثقةً بنفسها, ماذا سينقصك إذا رأيت أختك قد بدأت عليها علامات الإكتئاب, أن تذهب لتسألها عما بها, هي أختك قبل كل شيء, وهي التي والله ستجدها بجانبك في حال ضعفك, أكثر من أي شخص آخر, وعليكم بوصية خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: [اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاء].
 
ولا يخفى علينا حال الأم والأخت في هذا الزمن, والذي أصبح فيه وكأن الرجل لا يعرف متى يستخدم رجولته وقوامته إلا على أمه أو أخته, نرى رجل قد كان مع أهله أحسن ما يكون, يخدمهم ويضحك معهم ويمزح وفي بعض الأوقات يلجأ إليهم, بل حتى يستشيرهم في معظم أموره, ولكن ما أن يتزوج إلا وأصبح حاله متغيراً كل التغيير, كأن تجده كالأسد في حال تعامله مع أمه أو أخته, وتجده أجبن ما يكون في حال تعامله مع زوجته, عندما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي قال : " أمك ". قال ثم من قال : " ثم أمك " . قال ثم من قال : " ثم أمك " . قال ثم من قال " ثم أبوك " ., ولكن أشباه الرجال عندما ترى تصرفاتهم تجاه أمهاتهم أو أخواتهم, لسان حالهم يقول: زوجتك ثم زوجتك ثم زوجتك.
 
نجدُ أحدهم يضع كل اللوم على أمه أو أخته, يفقد بصره وسمعه في حال الضرر الصادر من زوجته تجاه أهله, ويعود له بصره وسمعه وبكل قوة حتى أنه لا يتثبت من حقيقة الأمر عندما تأتي تلك الزوجة لتقول له بأمور تفتريها على أمه أو أخته, فقط لتشعر بأنها قد انتصرت عندما ترى بأن زوجها يهدر حقهم ويضيعه, نعلم بأن الشرع قد أمر بجواز تعدد الزوجات, ولكن هذا الرجل لم يعطِ لنفسه ولو ثوان ليفهم بأن الزوجة تعوّض بغيرها, وأما الأم أو الأخت كيف يمكنك أن تعوضهم.؟, ما ذنب أمك أو أختك إن تزوجتَ ولم تعد تساعدهم في أمورهم كما كنت في السابق, برأيك.! من سيقوم بهم .؟, أجبني من.! هل سيكون شخص من الشارع, أم ولد الجيران, أجبني.!
 
ولرُبما تكون أمك أو أختك هي السبب بعد الله في زواجك من هذه الزوجة, كنت كالمظلة لأهلك تحميهم, وما أن تتزوج لا تكون سوى كمرآة تعكس كل الآلام والآهات لهم, هل بزواجك تنساهم.؟ وتنسى تلك التي غرست فيك الحب والحنان وهي أمك, وتنسى تلك التي تعينك وتسندك عند سقوطك وهي أختك, وأعلم أنه إن لم يكن فيك خيراً لأهلك لن يكن فيك خيراً للناس, وإن لم تكن رجل يهتم بأمور أهله ويقضي حاجاتهم , فكيف ستهتم ببيتك وزوجتك.
 
نصيحة ..
وعلَى كل زوجة متسلطة تريد التحكم بزوجها, بأن تبعده عن أهله, أن تُفكر قليلاً, إن كان هذا الرجل قد أهدر حق أمه وأهله من أجلك يا زوجة, فكيف ستثقين بأنه لن يهدر حقك أنتِ, كوني ذكية وأعينيه على البر بأمه وأخته, كوني ذكية ولا تدعي للشيطان مدخل كأن يجعل في رأسك فكرة التحكم في كل شيء, كوني ذكية وأنصحي زوجك إن وجدتِ منه أي تقصير تجاه أمه أو أي فرد من أفراد أهله, كوني ذكية بأن تعاملي أم زوجك كأمٍ لك, وأهله كأخوانٍ لك, كوني ذكية وأعلمي أن الجزاء من جنس العمل, فما ستفعلينه اليوم, سيكون أمامك وبإنتظارك في المستقبل.