صورتي
أحرُف .. أهمسُ بها لنفسي, أكتبها بمداد قلبي, أجدُ فيها راحتي ..

الجمعة، 27 ديسمبر 2013

رفقاً بأعين الصيادلة ..





بعد أن كان دوامي في صيدلية الطوارئ ولشهرٍ كامل، ولسوء حظي كانت جميع وصفات أقسام الطوارئ يدوية كما هو الحال في الكثير من المستشفيات, عانيت كثيراً بسببها ولا أنسى بعض الأطباء الذين لو كان لي عليهم أي سلطة لأجبرتهم على دخول دورات مكثفة في كيفية كتابة حروف أسماء الأدوية بشكل واضح ولفترة لا تقل عن سنة، ولكن لحسن حظكم أيها الأطباء لا قدرة لي بكم.

دائماً نحن في صراع دائم لفك الطلاسم التي يكتبها طبيب الطوارئ, والذي يدَّعي بأنها أسماء لبعض الأدوية, بل هي أشبه بتلك التعويذات التي تُستخدم في تحضير بعض الجن والعياذ بالله, ينتابني شعور بأنني عندما أنطق بما كتبه الطبيب وأكرره عدة مرات سيخرج لي مارداً من الوصفة قائلاً لي: شبيك لبيك عبدك بين إيديك, وما أسعدني إن حصل لي ذلك, حينها سأطلب منه بأن يحقق أمنيتي في إجبار جميع الأطباء على الدخول في دورات قاسية ومكثفة في سبيل إيضاح ما يكتبونه لنا.

حينما نخاطب الواحد منهم ونطلب منه إيضاح ما قد كتبه، يرد علينا بأن هناك زحمة وتراكم من المراجعين؛ لذلك ليس بإمكانه أن يكتب بهدوء وبخط واضح، أقولها لكم رفقاً بأعيننا ألا يكفي ما تجرعناه في دراستنا لكي تزيدون ذلك بلاءً, جعلتم أشكالنا مضحكة ونحن ندقق في الوصفة لكي نعرف ما تريدونه منا لنصرفه للمريض.

هناك طريقة دائماً ما أقوم بها حتى أعرف ما يقصده الطبيب من الألغاز التي قد كتبها في الوصفة, سأذكرها لكم لعلكم تستفيدون منها وهي: أولاً: أمعن النظر في اسم الدواء وأحاول أن أربط بين ما كتبه الطبيب وما تعلمته أنا, حينها سيكون الشك على دواء معين, ثانياً: أسأل المريض عن مشكلته, وعلى جوابه سأعرف ما يحتاجه المريض مني.


أخي الطبيب إعلم بأن الزحمة التي تأتيك لا تساوي شيئاً مقارنة بالزحمة التي تأتيني في الصيدلية، قد تتساءل في نفسك وتقول كيف ذلك؟ سأجيبك بكل بساطة، لنفرض بأن في الطوارئ أربعة أقسام: قسم للأطفال وقسم للباطنة وقسم للجراحة وقسم للنساء والولادة، ولنفرض أن كل قسم جاءه ٣٠ مريضاً، عندما نضرب ٣٠ مريضاً في ٤ أقسام يصبح الناتج ١٢٠ مريض، فإذا كنت ترى بأن الـ ٣٠ مريضاً قد سببواً إزدحاماً عندك، فماذا أقول أنا عن الـ ١٢٠ مريضاً إن جاءوني إلى الصيدلية؟