صورتي
أحرُف .. أهمسُ بها لنفسي, أكتبها بمداد قلبي, أجدُ فيها راحتي ..

الاثنين، 16 يوليو 2012

في نعمة لا يشعر بها ..



 
هم إخواننا ومن أبناء جلدتنا, إبتلاهم الله بنقص, وهذا شيء من إختصاصة - سبحانه وتعالى - لا دخل لنا فيه, هي حكمة إلهيه لا علم لنا بها, ولكن قد يأخذ الله منهم شيء فيعوضهم بشيء أعظم مما أُخذ منهم, قد تجد منهم الناجحون والفعّالون في هذا المجتمع- وهذا إن وجدوا من يعينهم على ذلك - ومع أنهم بهذا النقص إلا أن منهم الكثير لديه بصمة في عالمه.
 
في يوم من من الأيام في صلاة المغرب صلَّى بجانبي رجل مع ولده الذي قد إبتلاه الله في عقله بنقصه وفي جسده بضعفه، وبعد إنتهائي من الصلاة نظرةُ لهذا الولد بنظرة مع شيء من الإبتسامة, وقلت في نفسي: كم أنت في نعمةٍ لا تشعر بها، قد إرتحت من التفكير, وسلِمت من القلق, وأبتعدت عما يضرك ديناً وخُلقاً.
 
ولكن للأسف هناك من ينظر لهذه الطائفة بعين النقص والإحتقار, فقد كان الأولى بهم بدلاً من احتقارهم لهذه الطائفة أن يحتقروا عيشهم فوالله لو أنهم عرفوا ما لهؤلاء من نِعم لما أنتقصوهم, فالمبتلى بعقله صحيح بأنه قد خسر الدنيا, وأصبح عالة على غيره, ولكن! ما حاجته بهذه الدنيا وقد كسب الآخرة, وما حاجته بهذه الدنيا وقد أرتاح من تراكم الذنوب على ظهره, قد ضمنوا الجنه ونحن ما زلنا لا ندري ألها داخلون أم لغيرنا أعاذنا الله.
 
وأنت يا أيها المتعافي والسالم, الذي قد أمتن الله عليك بالصحة, فلا تنسى بأن لديك ملكان يحسبان, وليسوا بغافلين عما تعمل, إن خير فخير وإن شر فشر, ولا تنسى بأنه ينتظرك يوم يشيب فيه الولدان, ألا يجدر بك أيها المتعافي السالم أن تنظر فيما قدمت لنفسك, خيراً لك من أن تحتقر هذه الطائفة.
 
ولكن من يقرأ كلام هيلين كيلر وهي التي بعد بلوغها تسعة عشر شهراً من ولادتها أصيبت بفقدان السمع والبصر, قالت: هناك من يسمع ولا ينصت, ينظر ولا يرى, يشعر ولا يحس, وعلمت أن العمى هو عمى القلب وليس البصر, وأصدق من كلامها كلام الله عز وجل حين قال: (فّإنَّهّا لا تّعًمّى الأّبًصّارٍ ولّكٌن تّعًمّى القٍلٍوبٍ التٌي فٌي الصَدٍورٌ)الحج:46. فالإعاقة الحقّة هي إعاقة القلب وإبتعاده عن الله وليست الإعاقة التي يبتلي بها الله بعض البشر في أجسادهم, فيا ليتكم تعرفون.
 
عش بلا حدود, وأقهر إعاقتك, فمهما أُبتليت فتأكد بأنك أفضل وأحسن من غيرك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق