صورتي
أحرُف .. أهمسُ بها لنفسي, أكتبها بمداد قلبي, أجدُ فيها راحتي ..

الأحد، 30 أكتوبر 2011

صداقات ..




 
قال الشاعر والفيلسوف الفرنسي فولتير: (أيتها الصداقة: لولاك لكان المرء وحيداً وبفضلك يستطيع المرء أن يضاعف نفسه وأن يحيا في نفوس الآخرين).
 
في هذا العالم الفسيح تتواجد به صداقات إن قمت بتعدادها لما استطعت على ذلك, صداقات قد تمدد لأعوام وأعوام ولا ينهيها إلا الموت, وصدقات قد تنتهي في لحظة من الزمان فتكون نهايتها بأتفه الأسباب.
 
صداقات قد تكون أنت ضحيتها فيكون كل شيء يبدأ منك, تسأل وتسمع وتهتم, حتى أنك تشعر بأنه أصبح جزءاً منك, فتنتظر منه شيئاً يرضيك على ما تعطيه ولو بالقليل فلا تجد شيئاً سوى النكران.
 
وصداقات قد تكون أنت نكهتها فيكون التفاهم والثقة هي أساسها, تتعب وتجد من يريحك, وتتكلم وتجد من يسمعك, يعينك في مصابك, ويحملك حال سقوطك, حتى أنك تظن بأنكم أصبحتكم في جسد واحد.
 
قال ميخائيل نعيمة: (متى أصبح صديقك بمنزلة نفسك فقد عرفت الصداقة).
 
في هذا الزمن إن كنت لاتعرف أن تجامل فلن تجد أي أصدقاء - نعم والله فلقد تغير مفهوم الصداقة في زمننا هذا - لقد أصبح من النادر أن تجد صديق يفهمك من دون أن تتكلم, ويشعر بما في داخلك أو صديقاً يتقبل صراحتك ويتقبلك كما أنت.
 
قد تجد أشياء تفرحك من أناس لا تتوقع منهم ذلك, وقد تجد أشياء تحزنك من أناس لا تتوقع منهم ذلك, وهذا ما تثبته لك الأيام, شخص يكره صديقاً له ولكنه عندما أصيب لم يجد سوى ذاك الشخص ظهراً له يسنده ويشدد من أزره, وشخص يحب صديقاً له ولكن ما إن أصبح في محنة ما لم يجده بالقرب منه بل وتجده يخلق الأعذار للإبتعاد عنه.
 
قد تتندم على شخص أهدرت عمرك لأجله, وهو لا يقدرك حق قدرك, وقد تندم على شخص أهدرت حقه, ولم تقدره حق قدره, فأتقوا الله في الصداقة, إنها تصرخ وتئِن مما يصدر من بعض الأصدقاء, إحفضوها لكي تحفضكم.
 
وأختم بقول الشاعر :
 
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم **  فطالما استعبد الإنسان إحسانُ
 


السبت، 29 أكتوبر 2011

ما بين ذكاء الرجل والمرأة شيء أهم ..

ماذا تعني الصورة؟



ذكاء الرجل قد يطمئن المرأة- أي زوجته - لأنها لا تشعر بالأمان إلا برجل شديد حازم ذكي تتلذذ عندما تتذوق رجولته, الرجل قد ينتابه شيء من الشعور بالقلق والخوف مما قد تمتلكه شريكة حياته من مكانة تفوق ما هو عليه, لعل ذلك يعود على إعتياده على أنه الناجح في كل أمر وله السلطة في كل شيء, أو لخوفه مما قد تفعله وقد يُشعر زوجها بالنقص, هذا وإن كانت زوجة لا تستطيع ترجيح الأمور ووضعها في أماكنها برزانة, أما إذا كانت زوجة تقدِّر صلابة زوجها وتُشعره بمكانته بكل رزانه, فسأجزم بأنه لن يعترض على ما قد تقوم به, بل سيكون في شدة فرحه بإمتلاكه زوجة كهذه, والأهم من هذا وذاك هو الأسلوب فبإلاسلوب الجيد والتعامل الحسن قد تتحول الأفكار من حال إلى حال, وقد تقنع زوج صعب المراس أو زوجة عنيدة الطباع.
 
دعونا ننظر للمشكلة من زاوية أخرى – وأظنها الأهم - نعلم بأن غالبية الرجال الشرقيين معروفين بحدة الطباع, وبإعتقادهم بأنهم دوماً أنجح من أي أنثى على وجه الأرض, وأن السيادة والأمر والنهي في جميع الأمور بيدهم, وحتى إن كان قد أرتكب خطأً يظل مكابراً ولا يعترف بخطأه,  وإن أحتاج شيئاً لا يرضى بأن تعينه زوجته؛ لما قد يجد فيه من نقص وإنقاص لكرامته, فكيف وإذا كانت تمتلك مرتبة من العلم والعمل تفوق شريك حياتها, فهذا بحد ذاته مشكلة لن يتقبلها أي شخص لديه بل وتهيمنت عليه هذه الطباع, من شأنه قد تترك مجالاً كانت تطمح به ومن أجله سهرت وتعبت ونجحت, الرجل الشرقي هذا الذي أتكلم عنه هو الذي فهم مفهوم القوامة بشكل خاطئ وفسره على هواه, بل هو الذي تجده يتلذذ بإنتقاص الأنثى وحرمانها من حق لها, ولكن هل سيأتي يوم ويتغير تفكير هذا الرجل الشرقي؟
 
كنت في أحد الحصص في المدرسة - على أيام المدرسة - أشاهد أستاذي شارد الذهن تظهر عليه علامات التعب, بدأ بالشرح وبعد كل فتر ة من الشرح يرن جواله, نظر إلينا وقال بصوت يكسوه الحزن وعدم الرضى قال: يا شباب إذا فيه أحد منكم يريد أن يتزوج فعليه بالعاطلة تهتم فيكم, وتقوم بواجبكم, وأتركوا العاملة فهي لن تجد الوقت لأن تؤدي واجبها تجاهكم, حقيقةً شعرت بحزن عندما سمعت كلامة, بعد فترة فكرت لأعرف ما السبب الرئيسي في عدم إرتياح أستاذي وتأكدت بأنه عدم التفاهم والتناغم فيما بينهم, فلو أنهم أعطوا فرصة لأنفسم لمناقشة حالهم لكان حال أستاذي أفضل بكثير, من هنا تأسفت على حال كثير من المتزوجين أمثال أستاذي.
 
والشيء الذي لا يخالفني فيه كائن من كان, وهو أن الرجل بصلابتة وقسوة تصرفاته هي من تخوِّله ليقود زمام الأمور, يتعب ويشقى ويجهد نفسه ليجني ثمار تعبه يطعم أولاده أفخر المأكولات, ويُلبسهم أفخر الملابس ويهيء لهم سبل الراحة والرفاهية, والمرأة معروفة بعاطفتها فهي ميَّالة دائماً في أمورها, تجد عاطفتها تحكم تصرفاتها, تجدها حزينة وبمجرد كلام زوج ذكي تكون أسعد النساء.
 
برأيي أنه لا يهمني لا ذكاء المرأة ولا ذكاء الرجل, ماذا سيفيدني ذكاء المرأة إذا لم تهتم بزوجها وببيتها ولم تقوم بواجبها, وماذا سيفيدني ذكاء الرجل إذا لم يهتم بزوجته ولم يهتم ببيته ولم يقوم بواجبه, المرأة الذكية - بغض النظر عما تملكة من شهادات - هي التي تعرف كيف تمتلك زوجها وكيف تربي أولادها وكيف تجني ثمار نجاح بيتها, والرجل الذكي - بغض النظر عما يملكه من شهادات - هو الذي يعرف كيف يُنشئ بيته أحسن نشأة ويلين بتعامله مع زوجته ويلطف جانبه تجاه أولاده, بل ويساعدهم على التغلب على أي شكل من أشكال المصاعب.
 
لابد أن يكون في حسبان كل أب وأم أن يجتهدوا ليكونوا آباء مثاليين وليكونوا قدوة حسنة لأبنائم وأن يتركوا هذه الأمور جانباً  لأنها لن تجدي نفعاً بل ستزيد الأمر سوءاً, عليهم أن يتخذوا التفاهم مسلكاً في كل أمر والتشاور منفذاً لكل قرار.


 

الجمعة، 28 أكتوبر 2011

المجهول والواقع المُر ..




في مسيرتي المعتادة نحو المجهول, شعرت بوحدتي التي تمكنت مني بل وأصبحت هي جسدي وهي كل شيء بالنسبة لي, أحسست بأني تائه في عالم لا أعرف عنه أي شيء؛ بسبب ما يحصل من أناس تعتقد بأنهم أوفياء تعتقد بأنهم يخافون عليك ويحترمونك ويحفضونك في غيبتك ويقدرونك حق قدرك, فتتفاجأ لأمرهم .! تجد قلوبهم قد أسودَّت وأشكالهم تزداد سوءاً يوما بعد يوم, عبدوا أطماعهم الدنيوية بل وطغت على قلوبهم وكأنهم لم يسمعوا قول الشاعر:
 
أطعت مطامعي فأستعبدتني ** ولو أني قنعت لكنت حراً
 
أصبحتُ أفضِّل بل وأرتاح كثيراً عندما أكون منعزلاً عن الناس, بل منعزلاً عن وحوش هذا الزمن, ليس لشيء في نفسي أو غضب مني عليهم وإنما حفاضاً على كرامتي وعزتي وخُلقي الرفيع من أن يشوهوه ويلوثوا رونقه.
 
أكملت مسيرتي من غير هدى تارة في الميمنة وتارة في الميسرة, إلى أن رأيت ذاك الشخص المقارب لعمري يمشي في نفس الشارع تظهر عليه علامات التعب والإرهاق, قادني الفضول لأتعرَّف عليه حاولت أن أمد يد العون له وأساعده لمَّا أحسست بما به من تعب قد تمكن منه, سألته ماذا بك؟  فنظر اليَّ بكل حرقة وقال هناك أناس وثقت بهم فطعنوني في ظهري, قلبي ينزف وجوارحي تبكي, فأتخذت قراراً وأجبرت نفسي على عدم البكاء.
 
كنت أستمع له وأنا في دهشة, فشخص كهذا وبتلك الهيئة يحتاج لمن يداويه ويزيل عنه الحزن خشية أن يُجرم في حق نفسه, واصلت السير معه وكلي شعور بكسره من الداخل, تبادلنا أطراف الحديث فوجدته شخصاً يمتلك قلباً مرهف المشاعر والأحاسيس ولا يعرف معني الكره ولا أظن أنه يسمع عنه شيئاً, حاولت أن أجعله يُخرج ما يكنّه في قلبه لعلِّي أستطيع التخفيف عليه مما هو فيه.
 
تمنيت لو أستطيع ذلك ولكني كنت أنا من يريد شخص يخرجني مما أنا فيه, أجبرت نفسي على الوقوف معه لما وجدته من صدق وطهر, شخص لا يستخدم أقنعة بل تجده على طبيعته ترتاح عينيك لمجرد رؤيته, إندمجنا في الحديث وكل واحد منا يلقي للآخر ما أكتنزه من آلام ومحن, وبعد عدة ساعات من الحديث بدأ بالسير بسرعة شديدة إلى أن بدأ بالإختفاء شيئا فشيئاً, صرخت بكل صوتي: ماذا بك؟ إلى أين تذهب؟ أجابني بصوت حزين, دعني فأنا تلك الأخلاق الكريمة والمعاني الرفيعة التي بدأت تتلاشى وتختفي من قلوب البشر, والتي علقوا عليها وشوهوا منظرها بمصالحهم ونزواتهم وأطماعهم, وهذا هو الواقع المر الذي أرغمنا على العيش فيه.
 
فزفرت زفرة مليئة بكل أنواع الحزن وأنشدتُ قائلاً شعراً لعنترة:
 
حكِّم سيوفك في رقاب العذّل ** وإذا نزلت بدار ذلٍّ فأرحلِ
واختر لنفسك منزلاً تعلو به ** أو متْ كريماً تحت ضل القسطلِ
لا تسقني ماء الحياة بذلّة ** بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ
ماء الحياة بذلّة كجهنّم ** وجهنّم بالعز أطيب منزلِ
 

 
 

الخميس، 27 أكتوبر 2011

مضينا ومضت صداقتنا معنا ..




فجأة كنت في مكان لا أرى فيه حتى بصيص أمل للنجاة, وكأنني نيزك سقط من السماء قد إنتهى عمره, ومن دون سابق إنذار رأيت أحدهم غريب الشكل لا أرى وجهه, قادم بإتجاهي وفي تلك الأثناء كنت أتحدث إليه ولكن من دون جدوى وكأنه لا يسمعني, مدَّ يده لي وأمسك بي بكل قوة أحسست بأن وراء هذا الرجل قصة – قادني الفضول لأعرفها -, قابلته بالمثل وامسكت يده بنفس القوة التي إستخدمها كي لا تضيع فرصتي في النجاة, ولكنه ظل كما هو ولم يكشف لي عن وجهه لا أدري ما السبب في ذلك.

 

 مشينا ومشينا وأنا أتساءل من هذا الرجل وما هي قصته, ولماذا جاء لينقذني؟ قررت أن أسأله بعد تفكير طويل فقلت له: من أنت؟ ولكنه كعادته لا يجيب أعدت عليه السؤال مراراً وتكراراً إلى أن أجابني قائلاً: إن كنت تريد صديقاً صادقاً يعوضك عن ما فاتك فألحقني, لحقته والفرح يملأ صدري, والدهشة  تملأ عقلي, تبعته وأنا أقول في نفسي: نعم أريد صديقاً, فقد تعبت وأنا أبحث عنه ومن دون جدوى, سمعته  يقول: أصبر لعل في ذلك حكمة, قادني ذلك للخوف؛ يرد لي وكأنه يسمع ما أقوله في نفسي, إزددت خوفاً ودهشة مما قد يخفيه لي هذا الرجل, فأنا إلى الآن لا أعرف قصته.

 

 كنت أتمعن في الطريق الذي نسير فيه, إلتفت على يميني فشاهدت منزلاً غريباً يبعد عنا القليل كان الرجل متجهاً إليه بكل ما يملك من سرعة , كنت خائفاً وبعد ما نظرت لذلك البيت المخيف أزددت خوفاً على خوفي, وصلنا للبيت وضربات قلبي كادت تخنقني أغمضت عينيَّ وحاولت أن أقنع نفسي بعدم الخوف, دخلت وفتحت عينيَّ, ففوجئت بوجود وإجتماع كل من أعرفه وكل غالي على قلبي, في هذه اللحظة كشف الرجل لي عن وجهه وهو يبتسم, وقال: هؤلاء جميع من تعرفهم ولا أظن أن من بينهم من هو قريب لك ولقلبك, لذلك جمعتهم لأقول لك ولهم أنهم غير جديرين بمعرفتك ولا حتى صداقتك, أردت أن أخبرهم أنه لن يكون هناك إنسان غيري أجدر بصداقتك, فقد رأيت فيك صديقاً يبادلني نفس الشعور, يقدرني و يفهمني وفي غيبتي يحفظني.

 

في أثناء حديثه كنتُ شارد الذهن غارقٌ في التفكير أفكر في كل كلمة ينطق بها, قلت في نفسي: هل هذا خيال أم حقيقة كنت أتحسس جسدي لأتأكد من حقيقة هذا الأمر, قلت له: لقد أرهقتني الأيام وأنا أبحث من دون كلل ولا ملل عن صديق أرجع إليه في أمري يعينني في حاجتي وكنت على حافة رفع راية الإستسلام لهذا الأمر, ولكنني الآن أزددت ثقة, فإن كنت أنت من بحث عني فالأكيد أنك ترى في صداقتي ما تتمناه, فلن أكافئك إلا بأفضل مما أعطيتني, سأحفظك وأصونك وأقدمك على نفسي, قال لي: ثقتي فيك لا حدَّ لها, قاطعت كلامه وقلت له: أن أساس أي صداقة صادقة, هي الثقة ورضا الصديق بصديقة سواء كان يمتلك طباعاً حسنه أو أيت طباع, حتى وإن لم تقتنع بها, قال لي: كلامك يشعرني بقيمة وجودك في حياتي فكم قد رغبت وأحببت مصادقتك, بعدها أصبحنا أصدقاء لا يقهرنا شيء قلت له لابد أن نتعاهد على ألا نفترق مهما كانت الأسباب, تعاهدنا على ذلك وكانت عيناي تدمع فرحاً فمضينا ومضت صداقتنا معنا.

 

حينها سمعت أحدهم يناديني بصوت عالي, ويقول ماذا بك؟ ولماذا تتكلم وأنت نائم؟ فأدركت أنني كنت غارق في عالم الأحلام, استيقظت من نومي وابتسمت وأكملت يومي كالمعتاد بل كان يوماً جديداً من نوعه للبحث عن ضالتي وتمنيت لو أنني عشت في عالم الأحلام إلى الأبد.




عذراً لنفسي ..!!


 


أعتذر لنفسي ..

 

 على زمن جار فيه الظالم

وظُلم فيه الضعيف

 

~/~/~

 

زمن أبكى الفقير بحرقة

وتجبر فيه الغني بغفلة

 

 ~/~/~

 

 على زمن قست فيه قلوب الأحبه

ولم يبقى في قلوبهم سوى رماد المحبه

 

 ~/~/~

 

أعتذر لقلبي ..

 

عندما أحببت ذاك

ولكنه لم يقدر حبي له

 

 ~/~/~

 

و عندما حفظت ذاك

ولكنه تجرأ على غيبتي

 

~/~/~

 

وعندما ساعدت في تلائم جروح ذاك

وفي غفلة مني جرحني

 

~/~/~

 

أعتذر لروحي ..

 

عن كل شيء

بدأ بهدم كل ما هو جميل

 

~/~/~

 

على كل إبتسامة مزيفة

يراد بها مصلحة ما

 

~/~/~

 

على كل براءة

راحت ضحية الجشع والطمع

 

~/~/~

 

 

فعذراً لنفسي

 

 
 



للأسف !! أمة إقرأ لا تقرأ ..





أشعر بالحزن المبكي للقلب والنفس, عندما أرى أن  أمة أقرأ لا تقرأ, كم أتمنى أن يصل صدى صوتي  لكل شرائح المجتمع من كبير أو صغير, ليتعرف على قيمة الكتاب الذي أصبح شيئاً من الذكريات, ليس الكل ولكن الأغلب تجد وكأن بينهم وبين الكتاب عدواة.


قبل فترة ليست بالكثيرة كنت مع أحد الأصدقاء فقال لي بصورة استهزائية: بأن أحد أصدقائه يقول بأنه يتمنى بأن يجد الوقت الكثير, لكي يتمكن من قراءة المزيد من الكتب, ابتسمت بدون أن أتكلم, وأضاف قائلاً: نحن لم نجد الوقت الكافي لكي نقرأ فيه محاضراتنا, فكيف إذا بدأنا نقرأ في الكتب الأخرى, تعجبت لما قاله وكتمت غيضي لأني لو تكلمت لما شعر بي وأحس بكلامي.

 

قد قال ما قال لأنه لم يعطي لنفسة الفرصة لتجربة هذا الشعور الجميل حينما تهم بقراءة كتاب ما, فهو لم يذق تلك اللذة والحلاوة في اقتناء وقراءة الكتب, فلو جربها لما تكلم عن صديقه ولو بربع ما قاله.


برأيكم ما السبب فيما نراه من تطور في الغرب أليست القراءة كانت السبب الرئيسي, تطوروا وطوروا أنفسهم, وبنوا لهم جسوراً للمعرفة تجد الصغير يقرأ والكبير يقرأ والكل يقرأ, أليس من حقنا أن نقرأ ونطور أنفسها بالعلم الذي كان أصله من العرب الأوائل, فاستفادوا منه ونحن العرب كالعادة نتفرج, الغرب يتطور ونحن مازلنا لم نتخطى شيئاً من ذاك التطور, كيف لنا أن نتطور ونحن لا نقرأ .؟ كيف لنا أن نتفاخر بعلومنا ونحن لا نقرأ .؟ فقد سمت دول وتدهورت دول بسبب القراءة.


المعرفة لا تأتي إلا بالعلم, والعلم لا ياتي الا بالقراءة, فهي سلسلة مكمله لبعض, لننظر قليلا في علماء العرب, أمثال ابن تيمية والنووي وابن الجوزي وابن القيم وغيرهم الكثير, ما الذي خلّد ذكرهم وجعلهم دائمي الحضور بيننا, انظروا لما قاموا به من أجلنا فكتبهم الى الآن تُباع وتُقرأ, والسبب في العلم الذي جاؤوا به بكثرة الإطلاع والقراءة, وانظروا لما فعله سيبويه علماً بأنه ليس عربياً, عندما أتى لعلماء عصره من العرب طالباً منهم أن يعلموه اللغة العربية ولكنهم رفضوا, لم تتزحزح ثقته بنفسه بل سعى واجتهد وتعلم, والنتيجة ما يُدَرَّس الآن في المدارس, فقد أتى بشيء أفاد العرب ولم يأتو بمثله أبداً.


ألم يقل عز وجل((اقرأ باسم ربك الذي خلق)), ألم يأمرنا بطلب العلم الذي لا يأتي إلا بالقراءة, لتحسين مهارتنا وإيقاظ أدمغتنا من السكون الذي لا ينفع, أو حتى لإضافة المفردات الجديدة لنفسك, لن تكون كاتب جيد إلا بالقراء, ولن تكون محاور جيد إلا بالقراءة, ولن تطور نفسك إلا بالقراءة, فوالله أن للقراءة حلاوة لا مثيل لها, فالكتاب بحد ذاته عالم واسع يوسع إداركك بالأمور وتحليلها, بل يوسع إحساسك وتحكمك بالكلمة.


ألم يقل عز وجل((هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون), وهذا ما تلاحظه عندما تتخاطب مع شخص قارئ ومتطلع على الجديد, وشخص غير قارئ, حتى أن ذلك ينصّب في التصرافات والتعامل, وكل ذلك بالقراءة يتطور, تجدك تميل للشخص المثقف عن اللا مثقف فتجذبك تصرفاته وردود أفعاله, لعلنا نستطيع تدارك الوضع بوضع حلول مع أني أشك في ذلك, لأن الكل أصبح مبرمج على الكسل ولا أدري إلى متى سيكون؟.

 

القراءة جسر نعبر به لبر الأمان في المستقبل القريب, والكثير من هذه الشريحة التي تحتقر القراءة تجدها تتعب نفسياً لا تدري ماذا تفعل؟ فراغها كثير لا تدري بما تقضيه, تجدها ضائعة ما بين هذا وذلك لا تعرف أي شيء عن أي شيء, فقد قال صلى الله عليه وسلم((نعمتان مغبون بها كثير من الناس الصحة والفراغ)) فأغتنوا هذه النعم قبل فوات الأوان.

 

 

كم أتمنى أن أرى أمة اقرأ قد عادت لتقرأ.