صورتي
أحرُف .. أهمسُ بها لنفسي, أكتبها بمداد قلبي, أجدُ فيها راحتي ..

الخميس، 27 أكتوبر 2011

مضينا ومضت صداقتنا معنا ..




فجأة كنت في مكان لا أرى فيه حتى بصيص أمل للنجاة, وكأنني نيزك سقط من السماء قد إنتهى عمره, ومن دون سابق إنذار رأيت أحدهم غريب الشكل لا أرى وجهه, قادم بإتجاهي وفي تلك الأثناء كنت أتحدث إليه ولكن من دون جدوى وكأنه لا يسمعني, مدَّ يده لي وأمسك بي بكل قوة أحسست بأن وراء هذا الرجل قصة – قادني الفضول لأعرفها -, قابلته بالمثل وامسكت يده بنفس القوة التي إستخدمها كي لا تضيع فرصتي في النجاة, ولكنه ظل كما هو ولم يكشف لي عن وجهه لا أدري ما السبب في ذلك.

 

 مشينا ومشينا وأنا أتساءل من هذا الرجل وما هي قصته, ولماذا جاء لينقذني؟ قررت أن أسأله بعد تفكير طويل فقلت له: من أنت؟ ولكنه كعادته لا يجيب أعدت عليه السؤال مراراً وتكراراً إلى أن أجابني قائلاً: إن كنت تريد صديقاً صادقاً يعوضك عن ما فاتك فألحقني, لحقته والفرح يملأ صدري, والدهشة  تملأ عقلي, تبعته وأنا أقول في نفسي: نعم أريد صديقاً, فقد تعبت وأنا أبحث عنه ومن دون جدوى, سمعته  يقول: أصبر لعل في ذلك حكمة, قادني ذلك للخوف؛ يرد لي وكأنه يسمع ما أقوله في نفسي, إزددت خوفاً ودهشة مما قد يخفيه لي هذا الرجل, فأنا إلى الآن لا أعرف قصته.

 

 كنت أتمعن في الطريق الذي نسير فيه, إلتفت على يميني فشاهدت منزلاً غريباً يبعد عنا القليل كان الرجل متجهاً إليه بكل ما يملك من سرعة , كنت خائفاً وبعد ما نظرت لذلك البيت المخيف أزددت خوفاً على خوفي, وصلنا للبيت وضربات قلبي كادت تخنقني أغمضت عينيَّ وحاولت أن أقنع نفسي بعدم الخوف, دخلت وفتحت عينيَّ, ففوجئت بوجود وإجتماع كل من أعرفه وكل غالي على قلبي, في هذه اللحظة كشف الرجل لي عن وجهه وهو يبتسم, وقال: هؤلاء جميع من تعرفهم ولا أظن أن من بينهم من هو قريب لك ولقلبك, لذلك جمعتهم لأقول لك ولهم أنهم غير جديرين بمعرفتك ولا حتى صداقتك, أردت أن أخبرهم أنه لن يكون هناك إنسان غيري أجدر بصداقتك, فقد رأيت فيك صديقاً يبادلني نفس الشعور, يقدرني و يفهمني وفي غيبتي يحفظني.

 

في أثناء حديثه كنتُ شارد الذهن غارقٌ في التفكير أفكر في كل كلمة ينطق بها, قلت في نفسي: هل هذا خيال أم حقيقة كنت أتحسس جسدي لأتأكد من حقيقة هذا الأمر, قلت له: لقد أرهقتني الأيام وأنا أبحث من دون كلل ولا ملل عن صديق أرجع إليه في أمري يعينني في حاجتي وكنت على حافة رفع راية الإستسلام لهذا الأمر, ولكنني الآن أزددت ثقة, فإن كنت أنت من بحث عني فالأكيد أنك ترى في صداقتي ما تتمناه, فلن أكافئك إلا بأفضل مما أعطيتني, سأحفظك وأصونك وأقدمك على نفسي, قال لي: ثقتي فيك لا حدَّ لها, قاطعت كلامه وقلت له: أن أساس أي صداقة صادقة, هي الثقة ورضا الصديق بصديقة سواء كان يمتلك طباعاً حسنه أو أيت طباع, حتى وإن لم تقتنع بها, قال لي: كلامك يشعرني بقيمة وجودك في حياتي فكم قد رغبت وأحببت مصادقتك, بعدها أصبحنا أصدقاء لا يقهرنا شيء قلت له لابد أن نتعاهد على ألا نفترق مهما كانت الأسباب, تعاهدنا على ذلك وكانت عيناي تدمع فرحاً فمضينا ومضت صداقتنا معنا.

 

حينها سمعت أحدهم يناديني بصوت عالي, ويقول ماذا بك؟ ولماذا تتكلم وأنت نائم؟ فأدركت أنني كنت غارق في عالم الأحلام, استيقظت من نومي وابتسمت وأكملت يومي كالمعتاد بل كان يوماً جديداً من نوعه للبحث عن ضالتي وتمنيت لو أنني عشت في عالم الأحلام إلى الأبد.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق