صورتي
أحرُف .. أهمسُ بها لنفسي, أكتبها بمداد قلبي, أجدُ فيها راحتي ..

الخميس، 27 أكتوبر 2011

يمتلك قلب يغنيه عن كافة حواسه ..







أحياناً البعض يحاول أن ينتقي الحروف والكلمات لأن يعبرعما بداخله ولكنه يرى عجزه بكل وضوح, فكلما أستطاع أن يتم كلمة أوكلمتين يمسحها, لعبرته التي جعلته يواجهة الصعوبات عندما يريد يُخرج ما بداخله تجاه إنسان يتجسد فيك أنت لا غيرك, بعض المشاعر لا تستطيع أن تترجمها حتى وإن كنت ملماً بشتى العلوم, فكيف وإن كانت هذه المشاعر تخص صديق بل هو تاج على رأس كل شيء عرفته, لم أعرف له مثيل لتعامله وطيبته وتألقه في كل شيء.

 

هل كانت تلك الأيام التي جمعتني بك في فصل واحد خيالاً أم حقيقة؟. في تلك الأيام كنت أرى أموراً كثيرة تنبع من عينيك, ولكن هناك شيء واحد جذبني وشدني للتعرف عما تخفيه, كنت إنسان غامض وأظنك من عشاق الغموض, فلعل خلف ذاك الغموض شيء كبير لا يستطيع فهمه كائن من كان.

 

دعني أكتب ما يجول في خاطري, لا لشيء وإنما لقدرك ومكانتك في قلبي, لقد مررنا بمراحل ومواقف لن أنساها ما حييت حتى وإن نسيتها أنت, من الإبتدائية إلى المتوسطة إلى الثانوية وما زلت أذكرك, وما زال قدرك في إزدياد, لستُ جديراً بصداقتك إن نسيت الماضي الذي جمعني بك, الماضي الجميل في تلك الأيام التي كانت تنبض بتلك الطاهرة التي كنت أسمع عنها بـ "البراءة".

 

 أتذكر تلك الأيام وكأنها كانت بالأمس - كم أتمنى أن أعود لها - أتذكر تلك المجادلات والخصومات التي كانت تحدث بيننا أتذكر ذاك اليوم –وأظنة في السنة الثانية الإبتدائية - عندما تشاجرنا وأنتهت بحرب بيني وبينك مع العلم أن ابن أختك كان معك وهو الذي قادك للإنتصار.

 

أتذكر ذلك الموقف عندما طلب منا أحد الأساتذه - وأظنها في السنة الثالثة الإبتدائية - أن نبحث عن أسماء زوجات النبي لوط والنبي نوح عليهما الصلاة والسلام, والمفاجأة في اليوم الذي حدده لنا الأستاذ للتسليم, لم يكون هناك شخص آخر معي قد أحضر ما طلبه الأستاذ غيرك, لعلك لا تذكر ذلك اليوم ولكني أذكره ولن أنساه ما حييت.

 

أتذكر ذاك اليوم - في سنة أولى متوسط - عندما كنت تتقدمني في الصف أتذكرك عندما أهديتني ذاك القلم الذهبي الذي كلما نظرت إليه كلما أبتسمت لإمتلاكي لشخص مثلك.

 

وفي المرحلة المتوسطة, عندما أنتقلنا للمبنى المستأجر لنكمل فيه دراستنا, وتحديداً عندما عَلمتُ بما أصابك, كنتَ عندما تسافر لإجراء فحص ما, كُنتُ في شدة خوفي عليك, إلى أن جاء ذاك الوقت الذي أستقرت فيها حالتك, وحصل ما حصل فلقد زادك ذاك الشيء قدراً في نفوسنا, كنتُ حزين من أجلك, لا أملك لك إلا الدعاء, كنتَ بكل ما تُعانيه من أمور نفسيه وعاطفية, إلا أن خلقك لم يتغير بل بقيت عَلَمٌ يحتذى به.

صديقي الغالي لست أنا من يمتدحك أو يثني عليك, أو يذكرك في الملأ فأنت أسطورة تتكلم عن نفسها, في خلقك الرفيع ورقي تصرفاتك, أنا وبكل صراحة أرى نفسي طالب يتعلم منك الصبر والحلم.

 

عندما فتحت مدونتك الإلكترونية التي أطلقت عليها بـ "الإمبراطورية" وهممت بقراءة مقالتك التي لم أستطع أن أعرف شعوري وأنا أتنقل بين أسطرها, تلك بمسَّى (يوميات مصاب بإنفصال شبكي) لا أدري هل أحزن أم أفرح, هل أضحك أم أبكي لا أدري؟ لا أدري؟هل أنا في حلم وسأستيقظ منه أم أنا في واقع لا بد أن أعيشه لا أدري؟ لا أدري؟

 

لا أدري ماذا أقول؟ صديقي الغالي يقول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه:((من ابتليته بحبيبتيه – أي عينيه - عوضته منهما الجنة)), وقال صلى الله عليه وسلم:((إن الله إذا أحب قوماً إبتلاهم)), فأحمد الله على ذلك فقد نلت غاية يطلبها الجميع - الجنة وحب الله- بمشيئة الله, ولا تلتفت لتلك الأفكار السلبية التي قد تسيطر على تفكيرك, ودع مطلق الحرية لأفكارك الإيجابية بأن تبحر حيثما تشاء, وأجعل لها قمم في أعالي الجبال ولا تجعل لها أثراً في سفوحه.

 

أخي وصديقي الغالي لا تستغرب ولا تندهش من كلامي, فوالله أني ألوم نفسي على تقصيري بأداء واجب الصداقة تجاهك, ولكني والله أكن لك كل الحب والتقدير, فوالله أنك قد أمتلكت في قلبي قدراً لم يمتلكه أحد سواك, أستمر فيما تحب, ودع ما تكره, ولا تفكر في المستقبل, وعش يومك كعيد, كما تقول حكمة يابانية:((لا تعبر الجسر حتى تأتيه)) وكما ذكر د.إبراهيم الفقي في كتابه قوة التفكير مقوله لـ باسكال تقول:((كرامة الإنسان تكمن في فكره)), والقصد أن تكون إيجابياً مهما تجرعت من آلام أو محن , فقد قال صلى الله عليه وسلم:((ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن إلا كفّر الله به من خطاياه)).

 

صديقك الذي يتمنى أن يعود لصف أولى إبتدائي ^_^

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق