صورتي
أحرُف .. أهمسُ بها لنفسي, أكتبها بمداد قلبي, أجدُ فيها راحتي ..

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

آه يا زمن ضعنا في دوّامة الأخطاء ..




 

 


 

مدخل


دقيقة يا زمن أصبر دقيقة
قلبي يبي منك كل الحقيقة

 

ليه البشر تغيروا في دقيقة
وليه النفوس ضاعت في الحقيقة

 

~*~*~*~*~*~

 

هناك أمور رأيتها بأم عيني لا تمت لديننا الحنيف بأي صلة,أحزنت قلبي ومن شدة حزنه بكى,جرحت مشاعري ومن شدة جراحها بكت, أغضبت جوارحي ومن شدة غضبها بكت, آلمت عيني ومن شدة ألمها بكت, أمور تُبكي القلب قبل العين.



 

في يوم من الأيام ذهبنا الى أحد الكورنيشات على أحد البحار, كنا في شدة فرحتنا ووناستنا, إلى أن أتى ذلك المنظر الذي لا تستطيع وصفة, بغير أنه لا يصدر من أناس يتبعون هدي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم, رأيت معظم الشباب متجمهرون, ولكن لا أدري على ماذا؟  قادني الفضول لأعرف, ذهبت وتمنيت أني لم أذهب, كانوا متجمهرين على أربع بنات, أحزنني منظرهم وهم يبكون؛ من فعل تلك الذئاب, كانوا يستنجدون بمن فيه المروءة بمن فيه الشجاعة , ولحسن حظهم وجدوا مطلبهم ولكن المشهد لم ينتهي, حتى وبعد أن وجدوا من وقف معهم, إلا أن تلك الوحوش استمرت بملاحقتهم إلى سيارة ذاك الرجل الذي سيظل يُذكر بكل خير وأنتهت على خير ولله الحمد.


ألهذه الدرجة ضاعت المروءة من قلوبهم, ألهذه الدرجة ضاع الخوف على بنات مجتمعهم, ألهذه الدرجة لم يخافوا من خالقهم, أم أنهم أصحبوا كالحيوانات - أكرمكم الله- لا يقدرون الشيء حق قدره, ألم يكرمنا الله عن الحيوانات بالعقل.!؟ أسال نفسك لماذا تميزنا بالعقل.؟ أليس لنعرف الخير ونتبعه, ونعرف الشر ونبتعد عنه, أما يخافون على عرضهم, أما يخافون على بناتهم, مهما عملت في بنات الناس من خير أو شر, ستجدهـ في بناتك وأخواتك والجزاء من جنس العمل.


~*~*~*~*~*~


وهناك أمر آخر أزعجني كثيرا,ً بل وشتت تفكيري, ولا أدري ماذا يراد منه, الكل يعلم أن الفطرة أن الرجل يحب المرأة, ولكن ما أراه في هذا الزمن, أن الرجل يحب الرجل, لا اقصد ذاك الحب الشريف, الذي يصدر عن صدق الحب, صدق الوفاء, صدق الصداقة, فهذه الأمور قد ولىّ زمانها, ما أقصده هو ذاك الحب, الذي من شأنه يؤجِّل الرجل زواجه من إمرأة, أو حتى يترك التفكير في الزواج, بسبب حبه لهذا الرجل, لا أدري كيفية تفكير هذه الطائفة, ولكن ما أراه أن هذا التفكير تفكير عقيم, عديم الفائدة, من إنسان مهزوز خالي من معاني الرجوله.


~*~*~*~*~*~

 

أمور أتعجب لها كثيراً, ولا أدرى من المخطئ فيها, من المعروف أن الشاب إذا رأى أنثى في أي مكان, فإنه يعمل أى شئ لجذب إنتباهها, ولكن ما أراه الآن أن الأنثى هي من تبدأ بهذه الخطوة, تضع عينها في عين ذاك المسكين, وبكل جراءه ووقاحه, حتى أن بعض الشباب يطأطئوا رؤوسهم من شدة إحراجهم, بماذا تصفون هذا العمل الصادر من جنسكم أيتها الإناث؟ ألهذا الحــد وصلتم.


قديماً كنا نسمع عن الفتاه التي يحمَّر وجهها عندما ينظر إليها الغريب, ولكن اليوم أصبحت أرى العكس.! بكل وقاحه تجد البنات بالأسواق, يلبسون عباءات الكتف المخصره, ويتمايلون, وكأنهم يقولون نحن من بعنا أنفسنا لكم ياشباب, فمن يريدني.؟ لماذا يابنات أضاع الحياء أم أرخصتم أنفسكم.! لا أقصد كل البنات, فهناك بنات لاتجد لخجلها, وإحترامها مثيل.


~*~*~*~*~*~


وهناك أمر أزعجني كثيراً ويزعج كل رجل , أصبح الرجل عندما يرى ذاك الانسان الوسيم ذاك الانسان الجميل كأنه رأى أنثى في قمة الجمال , تجده يفكر بألف طريقة وطريقة من أجل أن يصل لهذا الرجل, يا تُرى ما الذي جعل هذا الشيء يسود في مجتمعنا؟


~*~*~*~*~*~


وهناك أمر أحتقر صاحبه كثيراً , تجد أن بعض الشباب يمتلك قائمة بأرقام بنات, وكأنه ليس لديه أخوات أو لن يكون أباً لبنات في المستقل, سألت أحدهم ذات مره قائلاً له :ماذا تستفيد من هذا الشيء؟ فأجابني بجواب عقيم, صادر من إنسان فارغ من الداخل, قائلاً: نحن شباب ولابد أن نجرب هذه الأمور, ومن المضحك أن هناك من تجده يكذب على جميع من يكلمهم بالجوال حتى أنه يحفظ مقطعاً من الكلام يقوله لأي أنثى يكلمها - شر البلية ما يضحك - , والبنات هداهم الله على نياتهم, فانتبهوا وأحفظوا أنفسكم ولاتنجرفوا وراء الكلام المعسول فو الله أن أكثر الشباب لذئاب, تزيني بحجاب العفة, ولا تضيِّعي أخلاقك, وسمعتك, من أجل كلمات معسوله, وفي آخر الأمر ستندمين على كل لحظه عصيتى فيها خالقك, وستبكين دماً طلباً لأن يتغير حالك الذي تسببت فيه أنتِ.


~*~*~*~*~*~


وهناك أمرآخر يجرح مشاعري, ويزعجني كثيراً, هناك من يرمي بكلمات لا يلقي لها بال, ولكنها تجرح من قِيلت له, كم منا من يجرح بالكلام ولايشعر بما
فعله.؟ كم منا من لا يثمّن كلامه.؟ وإن أخبرتهم بخطأهم, قالوا : أيتها أفضل أن أتكلم في ظهره, أم في وجهه, وهو لا يدري أن معظم جروح الناس من كلمة الحق.


لا أقول أن لا تكون صريح ولكن هناك مقولها رائعة تقول "بين الصراحة والوقاحة شعرة" للصراحة ضوابط, حاول أن تكلم الشخص على إنفراد, ولا تحاول جرحه أمام الناس, حاول أن تنتقي أسلوب ذا رونق يصفي النفوس, أتمنى أن تقدروا الأشخاص, فلهم مشاعر وأحاسيس تستحق الإحترام.


قال الشافعي:

 

تعمدني بنصحك في انفرادي ** وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع ** من التوبيخ لا أرضى استماعه

وإن خالفتني وعصيت أمري ** فلا تجزع إذا لم تعط طاعة


~*~*~*~*~*~


وهناك أمر أراه كل يوم تقريباً, عندما تكون جالس مع أصدقائك, تجد حلاوة كلامهم المجاملة, والكلام المعسول, والكذب على بعضهم حتى يأخذوا ما يريدون, ولكن ما أن يذهب ذاك الرجل من بيننا, إلا وقد بدأوا بالطعن في ظهره, والنهش في عرضه, والتنبيش عن ماضيه, ألسنا نحن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة المحبة والأخوة.

 

~*~*~*~*~*~


هناك سؤال أكتنزه من فترة طويله لا أدري لمن سأقوله, أظن أنه قد حان الوقت المناسب لأبوح لكم به.


لماذا الواحد منا إذا ضاقت به الدنيا يقول هذا من عمل الدنيا؟
يرمون أخطائهم على الدنيا, وهي بريئة كل البرائة مما يفعلونه في هذا الزمن, أتمنى أن أجد عندكم إجابه لسؤالي فوالله أنى لأجد الدنيا, بريئة ومازالت بخير رغم كل شيء.

 

قال الشافعي:

 

نعيب زماننا والعيب فينا ** وما لزماننا عيب سوانا

ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب ** ولو نطق الزمان لنا هجانا

فدنيانا التصنع والترائي ** ويأكل بعضنا بعضاً عيانا

لبسنا للخداع مُسُوك ضأن ** فويل للمغير إذا أتانا

 

~*~*~*~*~*~

 

لم أكتب هذه الكلمات من نسج خيالي, ولكن كتبتها من تجارب حصلت معي, لخوفي عليكم مثلما أخاف على نفسي, كتبتها لغيرة على مجتمعي الذي أصبح يدنس كل جميل, لعل وعسى تنتفعون به وتكون بميزان حسناتي, وأخيراً الحمد لله وصلى الله وبارك على نبينا محمد.

 

مخرج


بأهمس لك يا زمن همسة محبة
همسة قلب ضيّع كل اللي أحبه


طلبتك يا زمن حط يدك بيدي
نصلح الأخطاء وكل شيء ضدي

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق