صورتي
أحرُف .. أهمسُ بها لنفسي, أكتبها بمداد قلبي, أجدُ فيها راحتي ..

الخميس، 27 أكتوبر 2011

للأسف !! أمة إقرأ لا تقرأ ..





أشعر بالحزن المبكي للقلب والنفس, عندما أرى أن  أمة أقرأ لا تقرأ, كم أتمنى أن يصل صدى صوتي  لكل شرائح المجتمع من كبير أو صغير, ليتعرف على قيمة الكتاب الذي أصبح شيئاً من الذكريات, ليس الكل ولكن الأغلب تجد وكأن بينهم وبين الكتاب عدواة.


قبل فترة ليست بالكثيرة كنت مع أحد الأصدقاء فقال لي بصورة استهزائية: بأن أحد أصدقائه يقول بأنه يتمنى بأن يجد الوقت الكثير, لكي يتمكن من قراءة المزيد من الكتب, ابتسمت بدون أن أتكلم, وأضاف قائلاً: نحن لم نجد الوقت الكافي لكي نقرأ فيه محاضراتنا, فكيف إذا بدأنا نقرأ في الكتب الأخرى, تعجبت لما قاله وكتمت غيضي لأني لو تكلمت لما شعر بي وأحس بكلامي.

 

قد قال ما قال لأنه لم يعطي لنفسة الفرصة لتجربة هذا الشعور الجميل حينما تهم بقراءة كتاب ما, فهو لم يذق تلك اللذة والحلاوة في اقتناء وقراءة الكتب, فلو جربها لما تكلم عن صديقه ولو بربع ما قاله.


برأيكم ما السبب فيما نراه من تطور في الغرب أليست القراءة كانت السبب الرئيسي, تطوروا وطوروا أنفسهم, وبنوا لهم جسوراً للمعرفة تجد الصغير يقرأ والكبير يقرأ والكل يقرأ, أليس من حقنا أن نقرأ ونطور أنفسها بالعلم الذي كان أصله من العرب الأوائل, فاستفادوا منه ونحن العرب كالعادة نتفرج, الغرب يتطور ونحن مازلنا لم نتخطى شيئاً من ذاك التطور, كيف لنا أن نتطور ونحن لا نقرأ .؟ كيف لنا أن نتفاخر بعلومنا ونحن لا نقرأ .؟ فقد سمت دول وتدهورت دول بسبب القراءة.


المعرفة لا تأتي إلا بالعلم, والعلم لا ياتي الا بالقراءة, فهي سلسلة مكمله لبعض, لننظر قليلا في علماء العرب, أمثال ابن تيمية والنووي وابن الجوزي وابن القيم وغيرهم الكثير, ما الذي خلّد ذكرهم وجعلهم دائمي الحضور بيننا, انظروا لما قاموا به من أجلنا فكتبهم الى الآن تُباع وتُقرأ, والسبب في العلم الذي جاؤوا به بكثرة الإطلاع والقراءة, وانظروا لما فعله سيبويه علماً بأنه ليس عربياً, عندما أتى لعلماء عصره من العرب طالباً منهم أن يعلموه اللغة العربية ولكنهم رفضوا, لم تتزحزح ثقته بنفسه بل سعى واجتهد وتعلم, والنتيجة ما يُدَرَّس الآن في المدارس, فقد أتى بشيء أفاد العرب ولم يأتو بمثله أبداً.


ألم يقل عز وجل((اقرأ باسم ربك الذي خلق)), ألم يأمرنا بطلب العلم الذي لا يأتي إلا بالقراءة, لتحسين مهارتنا وإيقاظ أدمغتنا من السكون الذي لا ينفع, أو حتى لإضافة المفردات الجديدة لنفسك, لن تكون كاتب جيد إلا بالقراء, ولن تكون محاور جيد إلا بالقراءة, ولن تطور نفسك إلا بالقراءة, فوالله أن للقراءة حلاوة لا مثيل لها, فالكتاب بحد ذاته عالم واسع يوسع إداركك بالأمور وتحليلها, بل يوسع إحساسك وتحكمك بالكلمة.


ألم يقل عز وجل((هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون), وهذا ما تلاحظه عندما تتخاطب مع شخص قارئ ومتطلع على الجديد, وشخص غير قارئ, حتى أن ذلك ينصّب في التصرافات والتعامل, وكل ذلك بالقراءة يتطور, تجدك تميل للشخص المثقف عن اللا مثقف فتجذبك تصرفاته وردود أفعاله, لعلنا نستطيع تدارك الوضع بوضع حلول مع أني أشك في ذلك, لأن الكل أصبح مبرمج على الكسل ولا أدري إلى متى سيكون؟.

 

القراءة جسر نعبر به لبر الأمان في المستقبل القريب, والكثير من هذه الشريحة التي تحتقر القراءة تجدها تتعب نفسياً لا تدري ماذا تفعل؟ فراغها كثير لا تدري بما تقضيه, تجدها ضائعة ما بين هذا وذلك لا تعرف أي شيء عن أي شيء, فقد قال صلى الله عليه وسلم((نعمتان مغبون بها كثير من الناس الصحة والفراغ)) فأغتنوا هذه النعم قبل فوات الأوان.

 

 

كم أتمنى أن أرى أمة اقرأ قد عادت لتقرأ.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق