صورتي
أحرُف .. أهمسُ بها لنفسي, أكتبها بمداد قلبي, أجدُ فيها راحتي ..

السبت، 29 أكتوبر 2011

ما بين ذكاء الرجل والمرأة شيء أهم ..

ماذا تعني الصورة؟



ذكاء الرجل قد يطمئن المرأة- أي زوجته - لأنها لا تشعر بالأمان إلا برجل شديد حازم ذكي تتلذذ عندما تتذوق رجولته, الرجل قد ينتابه شيء من الشعور بالقلق والخوف مما قد تمتلكه شريكة حياته من مكانة تفوق ما هو عليه, لعل ذلك يعود على إعتياده على أنه الناجح في كل أمر وله السلطة في كل شيء, أو لخوفه مما قد تفعله وقد يُشعر زوجها بالنقص, هذا وإن كانت زوجة لا تستطيع ترجيح الأمور ووضعها في أماكنها برزانة, أما إذا كانت زوجة تقدِّر صلابة زوجها وتُشعره بمكانته بكل رزانه, فسأجزم بأنه لن يعترض على ما قد تقوم به, بل سيكون في شدة فرحه بإمتلاكه زوجة كهذه, والأهم من هذا وذاك هو الأسلوب فبإلاسلوب الجيد والتعامل الحسن قد تتحول الأفكار من حال إلى حال, وقد تقنع زوج صعب المراس أو زوجة عنيدة الطباع.
 
دعونا ننظر للمشكلة من زاوية أخرى – وأظنها الأهم - نعلم بأن غالبية الرجال الشرقيين معروفين بحدة الطباع, وبإعتقادهم بأنهم دوماً أنجح من أي أنثى على وجه الأرض, وأن السيادة والأمر والنهي في جميع الأمور بيدهم, وحتى إن كان قد أرتكب خطأً يظل مكابراً ولا يعترف بخطأه,  وإن أحتاج شيئاً لا يرضى بأن تعينه زوجته؛ لما قد يجد فيه من نقص وإنقاص لكرامته, فكيف وإذا كانت تمتلك مرتبة من العلم والعمل تفوق شريك حياتها, فهذا بحد ذاته مشكلة لن يتقبلها أي شخص لديه بل وتهيمنت عليه هذه الطباع, من شأنه قد تترك مجالاً كانت تطمح به ومن أجله سهرت وتعبت ونجحت, الرجل الشرقي هذا الذي أتكلم عنه هو الذي فهم مفهوم القوامة بشكل خاطئ وفسره على هواه, بل هو الذي تجده يتلذذ بإنتقاص الأنثى وحرمانها من حق لها, ولكن هل سيأتي يوم ويتغير تفكير هذا الرجل الشرقي؟
 
كنت في أحد الحصص في المدرسة - على أيام المدرسة - أشاهد أستاذي شارد الذهن تظهر عليه علامات التعب, بدأ بالشرح وبعد كل فتر ة من الشرح يرن جواله, نظر إلينا وقال بصوت يكسوه الحزن وعدم الرضى قال: يا شباب إذا فيه أحد منكم يريد أن يتزوج فعليه بالعاطلة تهتم فيكم, وتقوم بواجبكم, وأتركوا العاملة فهي لن تجد الوقت لأن تؤدي واجبها تجاهكم, حقيقةً شعرت بحزن عندما سمعت كلامة, بعد فترة فكرت لأعرف ما السبب الرئيسي في عدم إرتياح أستاذي وتأكدت بأنه عدم التفاهم والتناغم فيما بينهم, فلو أنهم أعطوا فرصة لأنفسم لمناقشة حالهم لكان حال أستاذي أفضل بكثير, من هنا تأسفت على حال كثير من المتزوجين أمثال أستاذي.
 
والشيء الذي لا يخالفني فيه كائن من كان, وهو أن الرجل بصلابتة وقسوة تصرفاته هي من تخوِّله ليقود زمام الأمور, يتعب ويشقى ويجهد نفسه ليجني ثمار تعبه يطعم أولاده أفخر المأكولات, ويُلبسهم أفخر الملابس ويهيء لهم سبل الراحة والرفاهية, والمرأة معروفة بعاطفتها فهي ميَّالة دائماً في أمورها, تجد عاطفتها تحكم تصرفاتها, تجدها حزينة وبمجرد كلام زوج ذكي تكون أسعد النساء.
 
برأيي أنه لا يهمني لا ذكاء المرأة ولا ذكاء الرجل, ماذا سيفيدني ذكاء المرأة إذا لم تهتم بزوجها وببيتها ولم تقوم بواجبها, وماذا سيفيدني ذكاء الرجل إذا لم يهتم بزوجته ولم يهتم ببيته ولم يقوم بواجبه, المرأة الذكية - بغض النظر عما تملكة من شهادات - هي التي تعرف كيف تمتلك زوجها وكيف تربي أولادها وكيف تجني ثمار نجاح بيتها, والرجل الذكي - بغض النظر عما يملكه من شهادات - هو الذي يعرف كيف يُنشئ بيته أحسن نشأة ويلين بتعامله مع زوجته ويلطف جانبه تجاه أولاده, بل ويساعدهم على التغلب على أي شكل من أشكال المصاعب.
 
لابد أن يكون في حسبان كل أب وأم أن يجتهدوا ليكونوا آباء مثاليين وليكونوا قدوة حسنة لأبنائم وأن يتركوا هذه الأمور جانباً  لأنها لن تجدي نفعاً بل ستزيد الأمر سوءاً, عليهم أن يتخذوا التفاهم مسلكاً في كل أمر والتشاور منفذاً لكل قرار.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق